هل كثرة الجلوس تسبب دوالي الخصية؟

يعاني الكثير من الرجال من مشكلة دوالي الخصية، وهي حالة شائعة يمكن أن تؤثر على الخصوبة وجودة الحياة. ومن الأسئلة الشائعة التي تُطرح: هل كثرة الجلوس تسبب دوالي الخصية؟ في هذا المقال، نستعرض العلاقة بين الجلوس لفترات طويلة ودوالي الخصية، إضافة إلى أحدث طرق العلاج مثل علاج الدوالي بالاشعة التداخلية و عملية دوالي الخصية بالليزر، لتقديم دليل شامل ومفيد للمهتمين.

ما هي دوالي الخصية؟

دوالي الخصية هي توسع غير طبيعي في أوردة الحبل المنوي الموجود داخل كيس الصفن، وتحدث غالباً في الجهة اليسرى نتيجة اختلافات في النظام الوريدي. تُشبه في طبيعتها دوالي الساقين، لكنها تحدث في منطقة الخصية، مما قد يؤثر على إنتاج الحيوانات المنوية ووظائف الخصيتين.

هل كثرة الجلوس تسبب دوالي الخصية؟

الجلوس المطوّل وتأثيره على الدورة الدموية

الجلوس لفترات طويلة يعيق تدفق الدم الطبيعي في منطقة الحوض والساقين، ما يؤدي إلى:

• ارتفاع ضغط الدم الوريدي في الأوردة القريبة من الخصية.

• بطء في تصريف الدم من الأوردة، ما يسبب تمددها وتكوين الدوالي.

• نقص الأوكسجين والتغذية الدموية في الأنسجة المحيطة بالخصية.

المهن والأنماط الحياتية المعرضة للخطر

بعض الفئات تكون أكثر عرضة للإصابة بدوالي الخصية بسبب طبيعة أعمالهم التي تتطلب الجلوس لفترات طويلة، مثل:

• العاملين في المكاتب.

• سائقي السيارات والشاحنات.

• الطلاب في فترات الدراسة الطويلة.

عوامل الخطر الأخرى المرتبطة بدوالي الخصية

بالإضافة إلى الجلوس الطويل، هناك عدة عوامل تزيد من احتمالية الإصابة:

• التاريخ العائلي للدوالي.

• ضعف صمامات الأوردة الوريدية.

• ممارسة التمارين الثقيلة بدون إشراف.

• الوزن الزائد وقلة الحركة.

أعراض دوالي الخصية

قد لا تُسبب دوالي الخصية أعراضًا في البداية، لكن مع الوقت قد تظهر:

• ألم أو ثقل في كيس الصفن يزداد مع الوقوف أو النشاط البدني.

• تورم واضح أو كتل في كيس الصفن.

• انخفاض في حجم الخصية المصابة.

• صعوبة في الإنجاب أو تأخر الحمل.

التشخيص الطبي

يتم تشخيص دوالي الخصية من خلال:

• الفحص السريري: الطبيب يفحص كيس الصفن بحثًا عن علامات التورم.

• الموجات فوق الصوتية (الدوبلر): لتقييم تدفق الدم وتحديد حجم الأوردة المتوسعة.

• تحليل السائل المنوي: لقياس جودة الحيوانات المنوية لدى المرضى الذين يعانون من مشاكل الخصوبة.

طرق علاج دوالي الخصية

1. علاج الدوالي بالاشعة التداخلية

علاج الدوالي بالاشعة التداخلية يُعد من أكثر الطرق حداثة وفعالية لعلاج دوالي الخصية، ويتميّز بـ:

• إجراء غير جراحي يتم تحت تأثير التخدير الموضعي.

• إدخال قسطرة دقيقة عبر الوريد لإغلاق الأوردة المصابة.

• أقل وقت تعافي وألم بعد العملية.

• معدلات نجاح مرتفعة تصل إلى 95%.

يُفضّل هذا النوع من العلاج للمرضى الذين يفضلون تجنب الجراحة أو الذين يعانون من حالات صحية تمنع العمليات التقليدية.

2. عملية دوالي الخصية بالليزر

تُعد عملية دوالي الخصية بالليزر خيارًا آخر متطورًا، حيث:

• يُستخدم الليزر لإغلاق الأوردة المتوسعة بدقة.

• تتطلب جروحًا صغيرة جدًا.

• وقت الشفاء أقصر من العمليات الجراحية المفتوحة.

• تُجرى غالبًا تحت التخدير الموضعي أو الخفيف.

الوقاية ونصائح للحد من تطور دوالي الخصية

فيما يلي بعض النصائح لتقليل فرص الإصابة أو تطور دوالي الخصية، خاصة لمن يتطلب عملهم الجلوس لفترات طويلة:

• أخذ فترات راحة منتظمة كل ساعة وتحريك الجسم.

• ممارسة التمارين الخفيفة يوميًا لتحسين الدورة الدموية.

• الحفاظ على وزن صحي لتقليل الضغط على الأوردة.

• ارتداء ملابس داخلية داعمة (مثل داعم الصفن) لتقليل الشعور بالثقل.

متى يجب زيارة الطبيب؟

يُنصح بزيارة الطبيب إذا لاحظت أحد الأعراض التالية:

• ألم متكرر أو مستمر في كيس الصفن.

• تغير في شكل أو حجم الخصية.

• صعوبة في الإنجاب بعد محاولات مستمرة.

• تورم واضح أو ظهور كتل في الخصية.

الخلاصة

الجلوس لفترات طويلة قد يكون عاملاً مساهماً في الإصابة بـ دوالي الخصية، خاصةً عند ترافقه مع عوامل أخرى مثل قلة النشاط البدني أو الوزن الزائد. من المهم الانتباه للأعراض المبكرة ومراجعة الطبيب لتشخيص الحالة بدقة. وتُعد علاج الدوالي بالاشعة التداخلية وعملية دوالي الخصية بالليزر من الحلول المتطورة والفعّالة التي تساعد في تقليل المضاعفات وتحسين جودة الحياة والخصوبة.

الوقاية تبدأ من تغيير النمط الحياتي، فحافظ على حركتك، راقب صحتك، ولا تتردد في استشارة المختصين عند الحاجة.