هل يتحول الورم الليفي إلى سرطان؟ الحقيقة الكاملة
- Sara Adel
- Jun 10
- 3 min read
تتساءل العديد من النساء بقلق: هل يتحول الورم الليفي إلى سرطان؟ وهو سؤال مشروع يثير الكثير من المخاوف. قبل الخوض في الإجابة الحاسمة، من المهم أن نفهم طبيعة هذه الأورام. فالأورام الليفية الرحمية هي نمو غير سرطاني (حميد) ينشأ في الجدار العضلي للرحم، وهي شائعة للغاية بين النساء في سن الإنجاب. الحديث عن علاج الورم الليفي على جدار الرحم الخارجي أو التساؤل العام حول ما علاج الورم الليفي في الرحم، يعتمد بشكل أساسي على أعراض وحجم وموقع هذه الأورام، ولكن من النادر جداً أن يكون التحول السرطاني هو الدافع الأساسي للعلاج.
الإجابة المباشرة والمطمئنة هي أن احتمالية تحول الورم الليفي الحميد إلى ورم سرطاني خبيث (يُعرف باسم ساركوما ليفية عضلية - Leiomyosarcoma) هي نادرة للغاية. تشير الدراسات والأبحاث الطبية إلى أن هذه النسبة ضئيلة جداً، وتقدر بأقل من 1 في كل 1000 حالة. من المهم التأكيد على أن الساركوما الليفية العضلية لا تنشأ من ورم ليفي حميد موجود مسبقاً في معظم الحالات، بل تبدأ كورم سرطاني منذ البداية.
فهم طبيعة الأورام الليفية الرحمية
الأورام الليفية، أو الأورام العضلية الملساء، هي كتل من الأنسجة العضلية والضامة التي تنمو في رحم المرأة. يمكن أن تختلف في حجمها وعددها وموقعها، وتصنف بناءً على مكان نموها داخل الرحم:
الأورام الليفية داخل التجويف (Submucosal fibroids): تنمو تحت بطانة الرحم مباشرة، وهي النوع الذي يسبب غالباً نزيفاً شديداً ومشاكل في الخصوبة.
الأورام الليفية داخل جدار الرحم (Intramural fibroids): هي الأكثر شيوعاً وتنمو داخل الجدار العضلي للرحم.
الأورام الليفية على جدار الرحم الخارجي (Subserosal fibroids): تنمو على السطح الخارجي للرحم. قد تضغط هذه الأورام على الأعضاء المجاورة كالمثانة أو المستقيم مسببة أعراضًا خاصة بها.
الأورام الليفية المعنقة (Pedunculated fibroids): عندما ينمو الورم الليفي الخارجي على ساق رفيعة تربطه بالرحم.
الأعراض الشائعة للأورام الليفية
في كثير من الحالات، لا تسبب الأورام الليفية أي أعراض وتُكتشف بالصدفة أثناء فحص الحوض الروتيني. ولكن عندما تظهر الأعراض، فإنها قد تشمل:
نزيف حيض غزير أو فترات حيض طويلة.
نزيف بين الدورات الشهرية.
الشعور بألم أو ضغط في منطقة الحوض.
كثرة التبول أو صعوبة في إفراغ المثانة.
الإمساك.
آلام في الظهر أو الساقين.
تضخم في أسفل البطن، قد يجعل المرأة تبدو وكأنها حامل.
متى يجب القلق من نمو الورم الليفي؟
على الرغم من ندرة التحول السرطاني، هناك بعض العلامات التي تستدعي تقييماً طبياً دقيقاً لاستبعاد أي احتمالية لوجود ورم خبيث، ومنها:
النمو السريع للورم الليفي: خاصة بعد انقطاع الطمث، حيث من المفترض أن تضمر الأورام الليفية بسبب انخفاض مستويات هرمون الإستروجين.
ظهور أعراض شديدة بشكل مفاجئ: مثل الألم الحاد أو النزيف غير المبرر.
نزيف بعد انقطاع الطمث: وهو أمر يتطلب دائماً استشارة الطبيب.
يعتمد التشخيص الدقيق على الفحص السريري وتقنيات التصوير مثل الموجات فوق الصوتية (السونار) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، وفي حالات نادرة جداً قد يتم أخذ خزعة.
خيارات علاج الورم الليفي في الرحم
يعتمد قرار العلاج على عدة عوامل منها شدة الأعراض، حجم وموقع الأورام، عمر المريضة، ورغبتها في الحمل مستقبلاً.
1. المراقبة والانتظار
إذا كانت الأورام صغيرة ولا تسبب أعراضاً، قد يوصي الطبيب بالمراقبة الدورية لمتابعة أي تغير في حجمها.
2. العلاج الدوائي
تهدف الأدوية إلى التحكم في الأعراض وتقليص حجم الأورام مؤقتاً، وتشمل:
منبهات الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية (GnRH agonists): تعمل على خفض مستويات الإستروجين والبروجسترون، مما يؤدي إلى انقطاع مؤقت للدورة الشهرية وانكماش الأورام.
اللولب الهرموني (IUD): يمكن أن يساعد في تخفيف النزيف الغزير.
حبوب منع الحمل: لتنظيم الدورة الشهرية والتحكم في النزيف.
أدوية أخرى: مثل حمض الترانيكساميك لتخفيف غزارة الطمث.
3. الإجراءات طفيفة التوغل
توفر هذه الإجراءات حلولاً فعالة مع فترة تعافٍ أقصر من الجراحة التقليدية:
إصمام الشريان الرحمي (Uterine Artery Embolization): يتم من خلاله حقن جزيئات دقيقة في الشرايين التي تغذي الأورام الليفية، مما يقطع عنها الإمداد الدموي ويؤدي إلى ضمورها. يعتبر هذا الخيار فعالاً جداً لعلاج الورم الليفي على جدار الرحم الخارجي والأنواع الأخرى.
استئصال الورم الليفي بالمنظار (Myomectomy): يتم استئصال الأورام الليفية مع الحفاظ على الرحم، وهو الخيار الأمثل للنساء اللواتي يرغبن في الحمل مستقبلاً. يمكن إجراؤه عبر منظار البطن أو منظار الرحم.
4. العلاج الجراحي
استئصال الورم الليفي عن طريق فتح البطن (Abdominal Myomectomy): يتم اللجوء إليه في حالة الأورام الكبيرة جداً أو المتعددة.
استئصال الرحم (Hysterectomy): هو الحل الجذري والنهائي للأورام الليفية، حيث يتم إزالة الرحم بالكامل. يتم اللجوء إليه في الحالات الشديدة أو عند عدم رغبة المرأة في الإنجاب.
في الختام، يمكن القول بثقة أن الأورام الليفية الرحمية هي حالات حميدة في الغالبية العظمى من الحالات، واحتمال تحولها لسرطان ضئيل جداً. ومع ذلك، من الضروري عدم إهمال الأعراض والمتابعة الدورية مع الطبيب المختص لاختيار خطة العلاج الأنسب التي تضمن لكِ أفضل جودة للحياة.
Comments