top of page
Search

هل يتحول الورم الليفي في الرحم إلى سرطان؟ فهم الحقيقة وخيارات العلاج

  • Writer: Sara Adel
    Sara Adel
  • 2 days ago
  • 4 min read

تُعد الأورام الليفية الرحمية من أكثر الأورام الحميدة شيوعًا لدى النساء في سن الإنجاب، ويثير تشخيصها العديد من التساؤلات والمخاوف، أبرزها: هل يتحول الورم الليفي في الرحم إلى سرطان؟ وما هو علاج الاورام الليفيه الرحميه الأنسب؟ وما هو ما علاج الورم الليفى في الرحم الذي يمكن أن يخفف من الأعراض المصاحبة؟ في هذا المقال الشامل، سنجيب على هذه الأسئلة بدقة ونقدم معلومات وافية حول طبيعة الأورام الليفية، احتمالية تحولها، الأعراض، طرق التشخيص، وأحدث خيارات العلاج المتاحة.

ما هي الأورام الليفية الرحمية (المايوما)؟

الأورام الليفية الرحمية، والمعروفة أيضًا باسم "المايوما" أو "الليو مايوما"، هي نموات غير سرطانية (حميدة) تتكون من النسيج العضلي والنسيج الضام لجدار الرحم. يمكن أن تختلف هذه الأورام في الحجم، العدد، والموقع داخل الرحم أو على سطحه. قد تكون صغيرة جدًا بحيث لا يمكن اكتشافها بالعين المجردة، أو كبيرة بما يكفي لتشويه شكل الرحم أو الضغط على الأعضاء المجاورة.

أنواع الأورام الليفية حسب موقعها:

  • الأورام الليفية تحت المخاطية (Submucosal fibroids): تنمو تحت بطانة الرحم مباشرة وقد تبرز داخل تجويف الرحم. غالبًا ما تسبب نزيفًا حيضيًا غزيرًا ومشاكل في الخصوبة.

  • الأورام الليفية داخل الجدار (Intramural fibroids): تنمو داخل جدار الرحم العضلي. وهي النوع الأكثر شيوعًا، وقد تسبب تضخم الرحم والشعور بالضغط.

  • الأورام الليفية تحت المصلية (Subserosal fibroids): تنمو على السطح الخارجي للرحم. قد تضغط على المثانة أو المستقيم مسببة أعراضًا بولية أو معوية.

  • الأورام الليفية المُعنقة (Pedunculated fibroids): عندما ينمو الورم الليفي تحت المصلي أو تحت المخاطي على ساق رفيعة.

السؤال الحاسم: هل يتحول الورم الليفي في الرحم إلى سرطان؟

هذا هو القلق الرئيسي لدى العديد من النساء، والإجابة المختصرة والمطمئنة هي: من النادر جدًا أن يتحول الورم الليفي الحميد إلى ورم سرطاني. الأورام الليفية هي بطبيعتها حميدة.

ومع ذلك، يوجد نوع نادر جدًا من سرطان الرحم يُسمى "الساركوما الليفية العضلية" أو "الليو مايو ساركوما" (Leiomyosarcoma)، والذي يمكن أن ينشأ في النسيج العضلي للرحم. قد يُخلط أحيانًا بين الساركوما الليفية العضلية والورم الليفي، خاصةً إذا كان الورم الليفي ينمو بسرعة. ولكن من المهم التأكيد على أن الساركوما الليفية العضلية ليست نتيجة تحول ورم ليفي حميد موجود مسبقًا، بل هي كيان مرضي مختلف ينشأ بشكل مستقل.

نقاط هامة للتوضيح:

  • نسبة حدوث الساركوما الليفية العضلية ضئيلة جدًا، تقدر بأقل من 1 في كل 1000 حالة يتم تشخيصها كورم ليفي.

  • لا يوجد دليل قاطع على أن الأورام الليفية الحميدة تزيد من خطر الإصابة بالساركوما الليفية العضلية.

  • النمو السريع للورم الليفي، خاصة بعد انقطاع الطمث، قد يثير الشك ويستدعي المزيد من الفحوصات لاستبعاد وجود ساركوما، ولكنه في الغالبية العظمى من الحالات لا يعني وجود سرطان.

أعراض الأورام الليفية الرحمية

تختلف الأعراض بشكل كبير اعتمادًا على حجم الأورام الليفية، عددها، وموقعها. بعض النساء لا يعانين من أي أعراض على الإطلاق، بينما قد تعاني أخريات من أعراض شديدة تؤثر على جودة حياتهن. تشمل الأعراض الشائعة:

  • نزيف حيضي غزير أو طويل الأمد: قد يؤدي إلى فقر الدم.

  • ألم أو ضغط في منطقة الحوض: شعور بالامتلاء أو الثقل.

  • كثرة التبول أو صعوبة في إفراغ المثانة: بسبب ضغط الورم على المثانة.

  • إمساك أو ألم أثناء التبرز: بسبب ضغط الورم على المستقيم.

  • ألم أسفل الظهر أو ألم في الساقين.

  • ألم أثناء الجماع.

  • تضخم في البطن أو زيادة في محيط الخصر.

  • مشاكل في الخصوبة أو مضاعفات أثناء الحمل (نادرًا).

تشخيص الأورام الليفية الرحمية

عادة ما يتم تشخيص الأورام الليفية أثناء فحص الحوض الروتيني. لتأكيد التشخيص وتحديد حجم وموقع الأورام، قد يوصي الطبيب بما يلي:

  • الموجات فوق الصوتية (الألتراساوند): هو الفحص الأكثر شيوعًا لتشخيص الأورام الليفية. يمكن إجراؤه عبر البطن أو عبر المهبل (السونار المهبلي) للحصول على صور أوضح.

  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يوفر صورًا أكثر تفصيلاً ويمكن أن يساعد في تحديد حجم وموقع الأورام بدقة، خاصة قبل الجراحة أو لتمييزها عن حالات أخرى.

  • تنظير الرحم (Hysteroscopy): يتضمن إدخال منظار رفيع مزود بكاميرا عبر عنق الرحم إلى داخل الرحم لفحص الأورام الليفية تحت المخاطية.

  • تنظير البطن (Laparoscopy): في بعض الحالات، قد يتم إجراؤه لأغراض تشخيصية أو علاجية.

خيارات علاج الأورام الليفية الرحمية

يعتمد قرار علاج الأورام الليفية على عدة عوامل، بما في ذلك شدة الأعراض، حجم وموقع الأورام، عمر المريضة، رغبتها في الحمل مستقبلًا، وصحتها العامة.

  1. المراقبة والانتظار:

    • إذا كانت الأورام الليفية صغيرة ولا تسبب أعراضًا، قد يوصي الطبيب بالمراقبة الدورية دون تدخل علاجي فوري.

  2. العلاج الدوائي:

    • مسكنات الألم: مثل الإيبوبروفين أو النابروكسين لتخفيف آلام الدورة الشهرية.

    • حبوب منع الحمل أو اللولب الهرموني: يمكن أن تساعد في تقليل النزيف الغزير والألم.

    • ناهضات الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية (GnRH agonists): تعمل على تقليص حجم الأورام الليفية مؤقتًا عن طريق إحداث حالة شبيهة بانقطاع الطمث. تستخدم عادة لفترة قصيرة قبل الجراحة.

    • معدلات مستقبلات البروجسترون الانتقائية (SPRMs): مثل أسيتات الوليبريستال، يمكن أن تقلل حجم الأورام والأعراض.

  3. الإجراءات غير الجراحية أو قليلة التوغل:

    • إصمام الشريان الرحمي (Uterine Artery Embolization - UAE): يتم حقن جزيئات صغيرة في الشرايين التي تغذي الأورام الليفية، مما يقطع إمداد الدم عنها ويؤدي إلى انكماشها.

    • الموجات فوق الصوتية المركزة الموجهة بالرنين المغناطيسي (MRgFUS): تستخدم موجات فوق صوتية عالية الكثافة لتسخين وتدمير أنسجة الورم الليفي تحت توجيه الرنين المغناطيسي.

    • الاستئصال بالترددات الراديوية (Radiofrequency Ablation - RFA): يتم إدخال إبرة خاصة لتوصيل طاقة الترددات الراديوية التي تدمر نسيج الورم الليفي.

  4. العلاج الجراحي:

    • استئصال الورم الليفي (Myomectomy): هو الخيار الجراحي لإزالة الأورام الليفية مع الحفاظ على الرحم، وهو مناسب للنساء اللاتي يرغبن في الحمل مستقبلًا. يمكن إجراؤه عبر البطن (شق جراحي)، أو بالمنظار، أو عبر المهبل (تنظير الرحم).

    • استئصال الرحم (Hysterectomy): هو إزالة الرحم بالكامل، ويعتبر الحل الدائم والنهائي للأورام الليفية. يتم اللجوء إليه في حالات الأعراض الشديدة، أو الأورام الكبيرة جدًا، أو عندما لا تكون الخيارات الأخرى مناسبة أو فعالة، ولا ترغب السيدة في الإنجاب.

متى يجب القلق وزيارة الطبيب؟

يُنصح بزيارة الطبيب في الحالات التالية:

  • نزيف حيضي غزير أو مؤلم بشكل غير طبيعي.

  • ألم مستمر أو ضغط في منطقة الحوض.

  • زيادة ملحوظة في حجم البطن.

  • صعوبة في التبول أو إمساك مستمر.

  • أي نمو سريع ملحوظ في حجم ورم ليفي مشخص سابقًا، خاصة بعد انقطاع الطمث.

  • إذا كنتِ تعانين من الأورام الليفية وتخططين للحمل.

الخلاصة

الأورام الليفية الرحمية هي أورام حميدة في الغالبية الساحقة من الحالات، وفرصة تحولها إلى سرطان (ساركوما ليفية عضلية) ضئيلة للغاية. ومع ذلك، يمكن أن تسبب أعراضًا مزعجة تؤثر على جودة الحياة. تتوفر اليوم مجموعة واسعة من خيارات علاج الاورام الليفيه الرحميه، تتراوح من المراقبة البسيطة إلى التدخلات الجراحية، ويعتمد اختيار ما علاج الورم الليفى في الرحم الأنسب على حالة كل مريضة بشكل فردي. التشخيص الدقيق والمناقشة المستفيضة مع طبيبك هما مفتاح اختيار خطة العلاج المثلى التي تلبي احتياجاتك وتطلعاتك الصحية.


 
 
 

Recent Posts

See All
لينكات عن الدكتور محمد الغريب

الدكتور محمد الغريب هو طبيب مصري متخصص في مجال الأشعة التداخلية، ويتمتع بخبرة واسعة تمتد لأكثر من 25 عامًا في هذا المجال الدقيق. يركز...

 
 
 
لينكات عن الدكتور محمد الغريب

الدكتور محمد الغريب هو أستاذ الأشعة التداخلية بكلية الطب جامعة عين شمس واستشاري بارز في هذا المجال. يحمل درجة الدكتوراه في الأشعة...

 
 
 

Commentaires


Drop Me a Line, Let Me Know What You Think

© 2035 by Train of Thoughts. Powered and secured by Wix

bottom of page